يُحدّد مقدار قوّة ونمو المجتمعات الحديثة من حيث نسبة تطوّرها، وكميّة المتعلّمين الذين يقطنون على أرضها، ويشاركون في الدفع نحو المزيد من التقدّم والرقي والرفاهية، وقد عَرفت المجتمعات الحضاريّة الكبرى القديمة ضرورة التعليم وأهميته، وأعطته اهتماماً خاصّاً؛ وذلك لتنمية المهارات الفرديّة في المجتمع، وزيادة أعداد العلماء في الفترات التي شهدت نهضةً ثقافيّةً وفكريّةً.
ومن أهمّ الأنشطة التعليميّة التي شهدها التاريخ أنظمة التعليم في الحضارات الفرعونيّة، واليونانيّة، أمّا في الشرق الأوسط فقد كان نظام كونفوشيوس التعليميّ مؤثّراً على نمو وتطوّر كثير من البلاد ومنها: الصين، واليابان، وكوريا، وفيتنام، وتنوّعت الأنظمة التعليميّة في البلدان حول العالم في الفترة المعاصرة نسبةً للتطوّر في مجال التكنولوجيّا، التي قدّمت بدائل لنظامِ التعليم التقليديّ.
وسائل التعليم قديماًالفصل التعليميّ
قام التعليم في الحضارات القديمة على عدّة وسائل بدائيّة لا تزال مستخدمة في عدّة أنظمةٍ تعليميّةٍ في العالم، والتي تمّ إلغاؤها بشكلٍ نهائيٍّ في الأنظمة التعليميّة الحديثة، وأهم تلك الوسائل هو الفصل التعليميّ، والذي يعبّر عن عمليّة اجتماع الطلبة في غرفة صفيّة لتلقّي المعلومات الدراسيّة عن طريق أسلوب التلقين، ومن مواصفات الفصل في التعليم القديم تشابه الطلبة من حيث الأعمار، على الرغم من اختلاف المهارات والاهتمامات؛ لأخذ كميّات محدّدة من المعلومات الدراسيّة دون مراعاة الفروق، ودون الاهتمام بالسلوكيات الفرديّة لكلّ طالب.أسلوب التعليم
كانت العلاقة بين المدرّس والطالب تقوم على التلقين بشكلٍ مباشرٍ للمعلومات الدراسيّة بأسلوبِ إعطاء المحاضرات، واختبار مدى استيعاب الطالب في نهاية الشهر، أو الفصل، أو العام الدراسيّ، مع إجبار الطالب بحلّ وظائف كثيرة ومختلفة باختلاف المواد الدراسيّة التي تلّقاها في الفصل الدراسيّ خلال اليوم، وقد كانت المناهج الدراسيّة القديمة توضع إمّا بشكلٍ عام في النظام المدنيّ، أو من خلال قيام المعلم الدينيّ بتلقين الطلاب مواضيع مختلفة يقوم هو باختيارها من خلال مراجع قديمة، دون أن يتم دراستها وتدقيقها بالشكل اللازم، ودون تدقيقه بشكل مفصّل من قِبل الخبراء التربويين.
أدوات التعليم
كانت الكراس أو الدفتر هي الأداة الرئيسيّة في التعليم القديم، والذي يستخدمه الطالب ليقوم بتدوين المعلومات التي درسها في اليوم الدراسيّ، كما يقوم باستخدامه لحل الوظائف الدراسيّة، بالإضافة إلى وجود اللوح أو السبورة التي يستخدمها المعلم لكتابة المعلومات الواجب على الطلبة تلقّيها، واستُخدمت عصيّ الخيزران بصورة واسعة كوسيلةٍ من وسائل العقاب الأساسيّة في حالة قيام الطالب باسلوبٍ خاطئ، كما انتشر استخدام زيٍّ مدرسيٍّ محدّد يرتديه الطلبة عند قدومهم للمدارس.
المقالات المتعلقة بوسائل التعليم القديمة